روايات شيقهرواية عروس رغما عنها

رواية عروسا رغما عنها الفصل 18

الفصل الثامن عشر(عشاق قدامي )
-ادم …
قالها جابر بصدمة وهو ينظر إلي ادم الذي يخ*نقه بقوة بينما عينيه تجحظ للخارج …وضعت مروة كفها علي فمها وهي تري ما يحدث بصدمة شعرت أنها غير قادرة علي الحركة أو الفهم حتي …لماذا يفعل ادم هذا !!؟..وما هذا الغضب الذي يسيطر علي ملامح وجهه ..ولماذا يمسك جده بتلك الطريقة …
اقتربت من ادم بر*عب وقالت:
-ادم …ادم بتعمل ايه ؟!
ولكن ادم لم يرد عليها بينما يخ*نق جده بتلك القوة …كان الغضب يسيطر عليه بقوة …شكل والدته ما زال يطارده …لا يصدق انه هو من تسبب بهذا لوالدته …هو لن يسامحه علي هذا ابدا …ابدا.!!!
-يا ادم سيبه حرام عليك !!!
صرخت مروة وهي تحاول ان تبعد ادم …تمسك ذراع لكي تبعد ولكن ادم كان في عالم آخر …كان يستمتع وهو يري وجه جده يتحول الي اللون الاحمر …كان ينازع بقوة من أجل حياته …
ابتسم ادم وقال:
-شعورك ايه يا جابر عزام وانت في موضع الضعيف مش القوي ابدا …أهو العيل الصغير اللي انت اها*نت والدته وهو صغير كبر وممكن بضغطة واحدة يق*تلك وينه*يك فعليا …
ضر*بت مروة علي وجهها وهي تصرخ وتقول:
-يا ادم ابوس ايديك اهدي متنساش انه جدك …
ولكن ادم لم ينظر إليها حتي وقال بغضب:
-هو مش جدي وعمره ما هيكون …أنا اتكسف ما اكون علي صلة بيه …جدي اللي بتقولي عليه يا مروة هانم جه بيتنا واه*ان والدتي وخلاها تنها*ر لحد ما جاتلها جلطة….
تراجعت مروة للخلف ونظرت الي جابر بصدمة وقالت:
-انت بجد عملت كده يا عمي …روحت واه*انت حسناء في بيتها..انت وصلتها للمو*ت بإيديك !!!
-ايوة هو …زي ما ق*تل ابويا زمان جاي عايز يحرمني من امي كمان …انت ايه شي-طان…مش ناوي تسيبنا في حالنا يا بني ادم أنت…عايز مننا ايه تاني …انطق عايز ايه…عايز تحرمني من امي …
دفعه ادم عنه وابتعد وهو يقول :
-تعرف اني اقدر اقت*لك دلوقتي …اقدر فعلا انه*يك بسبب اللي حصل لأمي يا جابر…اقدر اخفيك واعمل فيك اللي متتخيلهوش وضميري مش هيو*جعني حتي …لأنك تستحق كده..تستحق تم*وت بالطريقة دي !!بس لا ..أنا مش هعمل كده ..مش هو*سخ ايدي بد*مك …مش هعيش لحظة واحدة بس في الس*جن بسببك ..كفاية أنك تعيش وانا كار*هك وهفضل كار*هك حتي جنا*زتك لو م*ت مش هحضرها …انت بعمايلك بتخسر يا جابر …الأول خسرت ابنك بعدين احفادك منه ..ودلوقتي بتخسر مهرا …مهرا اللي لما عرفت باللي عملته كر*هتك …صلح من نفسك والا والله هتخسر كتير. .
اخذ جابر يسعل وهو يشعر بالاختناق …نظر الي ادم وقال:
-بتخ*نقني يا ادم !!!عايز تمو*تني؟!!
ابتسم ادم وقال بغ*ل :
-ده قليل عليك …احمد ربنا ان سيطرت علي نفسي لأنك المرة دي جيت علي واحدة بعتبرها كل حياتي …الا امي يا جابر…لو قربت من امي تاني اقسم بالله ما هرحمك …فعلا وقتها هق*تلك …انت فاهم ولا لا .
كان قلب جابر يؤ*لمه وهو يري حفيده يكر*هه لتلك الدرجة …لقد استطاعت ابنة الخا*دمة جعله يكره جده …تلك الحق*يرة ..ولكن ربما يوما ما ادم يدرك حقيقتها الق*ذرة …
اقترب ادم من جابر وقال وعينيه تبرق بغضب:
-جابر عزام…انت مش مرحب بيك في بيتي ولو حبت مهرا تشوفك هجيبها لحد عندك …لكن اياك اشوفك قريب من بيتي او عيلتي….وعايزاك تدعي كتير ان امي تعدي الازمة دي علي خير …لام اقسم بالله لو حصلها حاجة هق*تلك.!!!
ثم تركه وغادر المنزل
……
-كده البيت بقا بإسمك ..
قالتها حياة بسعادة وهي تمضي علي العقود كالمغيبة …كانت غيمة الحب تعميها عن الحقيقة القا*سية …ابتسم احمد بسعادة وهو يراها تتنازل عن البيت له …ببضعة كلمات جعلها تكون كالخاتم بإصبعه …صحيح اشفق عليها في البداية ولكن عندما فكر قليلا علم انها تستحق ان تُخد*ع …لانها غب*ية …كيف ظنت ان شاب مثله سيرتبط بفتاة مثلها …فتاة غير شريفة …جسدها ملوث ورخ*يصة أيضا….لا بالطبع لا هو لن يرتكب هذا الخطأ ويرتبط بفتاة مثلها …هو سوف يجردها من كل ما تملك سوف يلقيها ويتزوج من تليق به …يتزوج فتاة بكر …صاحبة اخلاق وليست فتاة سيئة السمعة مثلها…حاول احمد ق*تل شعوره بالذنب من ناحيتها …هي لا تستحق الشعور بالشفقة…علي كل حال هي فتاة رخي*صة كان الجميع يس*تغلها …فلما لا يست*غلها هو ايضا؟!
…..
بعد قليل كان قد ذهب المحامي لتسجيل العقود في الشهر العقاري …
-يالا نخرج يا احمد عشان نحتفل بالمناسبة دي ..
قالتها حياة وعينيها تبرق من السعادة …ابتسم لها احمد وهو يشدها اليه ويقول:
-خلينا نقعد هنا شوية نخطط لحياتنا في بيتنا سوا …ايه مش هتفرجيني علي البيت …
ابتسمت وقفزت بسعادة وهي تجره خلفها وتقول :
-اكيد يا حبيبي …
ثم سحبته الي المطبخ أول شئ وقالت:
-ده مكاني المفضل يا احمد …صحيح اني متدلعة اوفر بس بعرف اطبخ وطبخي يجنن …يعني تقدر تتطمن ان مراتك حبيبتك هتخليك تدوق اللي مدقتهوش قبل كده ..
سحبته مجددا وقالت :
-وكمان فيه بلكونة في المطبخ ..هنا الفيو هايل يا حبيبي …هنا ممكن نفطر او نشرب قهوة واحنا بنشوف غروب الشمس …هنا هنتكلم مع بعض كتير …هنا هنتناقش في مستقبلنا …هنا هنخطط لحياتنا يا احمد
ابتسم احمد لها وقال:
-هنا أكيد هنقضي اجمل ايام حياتنا يا حبيبتي
ابتسمت حياة وهي تهز رأسها بحماس …تتمني ان تتزوجه بسرعة لتحقيق احلامهما سويا ..تريد أن تعيش السعادة التي عاشتها والدتها مع والدها …تريد أن تكون مع حب حياتها للأبد …جذبها احمد إليه وقال:
-يالا نشوف باقي البيت …
هزت رأسها وسحبته خلفها الي غرفة صغيرة وقالت:
-دي فكرت انها بعد شوية توضيبات تكون اوضة الاطفال يا احمد …اطفالنا انا وانت …أنا نفسي اجيب بنت وولد .. ويكونوا شبهك انت …
ضحك احمد وقال:
-يا ساتر يارب عايزاهم يطلعوا وحش*ين زيي …
جعدت انفها بضيق وقالت:
-مين ده اللي وح*ش يا واد انت ..أنا مشوفتش احلي منك في حياتي كلها …ده انت احلي مني …
-بيقولوا الق*رد في عين انه غزال …
قالها ضاحكا بمرح ثم اكمل:
-يظهر اني الق*رد ده …
ضربته علي كتفه وقالت:
-انت مش قر*د ايام تقول علي نفسك كده …ده أنا مشوفتش احلي منك يا احمد …انت حبيبي واحلي راجل في عينيا….أنا مش مصدقة ان خلاص كلها ايام وهكون ليك …
جذبها إليها وهو يقبلها علي جبينها وقال:
-ولا أنا مصدق يا حبيبتي …يا كل ما ليا ..مش مصدق اني حبيت بالطريقة دي …أنا عمري ما حبيت حد كده في حياتي …انتِ غيرتي حياتي يا حياة …انتِ فعلا كنتي حياة جديدة ليا …
ضمته إليها وقلبها يذوب من كلامه الرائع وقالت:
-اتمني أنك تحبني كده دايما حتي بعد ما نتجوز …صدقني يا احمد هخليك اسعد انسان في العالم ده وعد مني …
-مصدقك يا حبيبتي …
لمعت عينيه بخ*بث وقال:
-وانا كمان هخليكي سعيدة اووي لدرجة أنك هتم*وتي من الفرحة …وده وعد مني يا روحي !!
…….
في المساء …
كان ادم جالس في غرفته وعلي فراشه …يغر*ق وجهه في كفيه …يشعر ان رأسه سوف ينف*جر من الضغط…لولا مروة لكان قتل جابر عزام بكل تأكيد…ذلك الحق*ير الذي تسبب في مر*ض والدته …متي سيتخلص من هذا الرجل …متي…ما زالت الني*ران تشتغل داخل صدره ولا تهدأ هذا الرجل د*مر حياتهم ..كلما دخل حياته كلما احدث بها ض*رر!!
ولجت مهرا الي الغرفة وقلبها يرتعش داخل صدرها …لا تعرف ماذا تقول…تشعر بتأنيب الض*مير وتشعر انها هي السبب في هذا …فهي من واجهت حدها في هذا اليوم …وهي من جعلته يغضب بتلك القوة …لابد ان ادم غاضب منها …لن تلومه لو طلقها وارجعها الي جدها …تشفق مهرا كثيرا علي حسناء …تري كيف اها*نها جدا …لابد ان كلامه كان قا*سي جدا عليها وهذا سبب لها صدمة كبيرة …اقتربت مهرا من ادم وبتردد مدت كفها ووضعتها علي كتفه…نظر ادم الي مهرا الواقفة وعينيها لامعة من الدموع …عضت مهرا شفتيها وهي تمنع نفسها من البكاء و تقول :
-انا اسفة يا ادم …اسفة اوووي ..
نظر إليها ادم بحيرة ثم نهض وقال:
-اسفة علي ايه يا مهرا…انتِ عملتي ايه ؟!
دموعها انسابت فمسحتها بسرعة فقالت :
-انا يعتبر ليا يد في اللي حصل لطنط حسناء يا ادم …أنا اللي روحت واجهت جدي …قولتله كلام صعب اوووي ..قولتله اني مش هرجع عنده تاني …عشان كده هو اتج*نن وجه واجه طنط …أنا السبب أنا اللي …
وضع اصبعه علي شفتيها وقال:
-بطلي هبل أنا عمري ما الومك علي حاجة زي كده …انتِ ملكيش ذنب …هو المذنب الوحيد يا مهرا ..وفي نظري مفيش مذنب غيره …
-يعني انت مش هتطلقني..
قالتها مهرا ..
ضحك ادم بصدمة وقال:
-اطلقك ليه يعني ؟!
-عشان جدي …
ابتسم ادم لها وأمسك كفها وقال:
-لا يا مهرا ..أنتِ ملكيش ذنب في اللي عمله جابر عزام …ومش هحملك ذنب اللي عمله…ده بالعكس أنتِ وقفتي في صفي لما عرفتي الحقيقة اقوم أنا اكافئك بالشكل ده …متقلقيش يا ستي مش هطلقك الا لما تطلبي أنتِ …
ابتسمت له بسعادة وده أن تدرك ماذا تفعل ارتمت بين ذراعيه تعانقه وقالت:
-شكرا اووي اووي يا آدم متعرفش كلامك ده فرحني قد ايه ….أنا مبسوطة انك سمحتلي اعيش معاكم هنا …
ابتسم ادم وهو يربت علي شعرها…أغمضت مهرا عينيها وهي تنعم بالسلام بين ذراعيه …تشعر أن قلبها يخفق بقوة …كانت لا تريده أن يبتعد عنها …تريد أن تدوم تلك اللحظة للنهاية …تلك اللحظة التي يضمها فيها بتلك القوة ولا يسمح لها أن تبتعد عنه …أرادت مهرا أن تصرخ بقوة أنها تحبه…أرادت أن تعترف بمشاعرها الجديدة التي ادركتها ولكنها خافت …خافت أن يرفضها …فهي لا تعرف مشاعره بعد …صحيح هو يعاملها بلطف بالغ …ولكن لا يمكن أن تتو*هم أن هذا حب …سوف تكون كارثة لو كان يراها مثل شقيقته …قد تمو*ت من الصدمة …فكرت والإبتسامة تزين شفتيها …
من ناحية أخري …
كان آدم مبتسم وهو يضمها بقوة إليه …قلبه يدق بطريقة غريبة …مريبة …طريقة تخ*يفه شخصيا …تلك الفتاة التي اقتحمت حياته …تلك الفتاة القادرة علي جعله يفقد عقله …هي نفسها الفتاة التي تجعله يشعر بمشاعر قوية مج*نونة …هي من تجعل قلبه ينبض بتلك القوة بعد ركود طويل… وكأنها جعلت قلبه يعود للحياة مجددا …

كانت مرام تسير ناحية غرفة ادم ومهرا ووجدت الباب مفتوح بينما ادم يعانق مهرا بشغف …تكونت ابتسامة علي شفتيها وذهبت وأغلقت الباب برفق ليحصلا علي الخصوصية !!
……..
في اليوم التالي …
كانت في المطبخ تحضر له طعام الافطار …منذ مواجهتهم الأخيرة وهو يعاملها جيدا…يتقرب منها ويتغزل بها …وكأنه أخيرا استسلم لكونها زوجته…..اغمضت عينيها وقلبها يمتلئ بالأمل ربما يوما ينسي مرام ويحبها هي …تقسم ان في ذلك اليوم سوف ترقص من السعادة …كل ما تريده حقا ان يحبها …تريد حياة زوجية سعيدة مع اطفال تفني حياتها من اجلهم…لا تطلب اكثر من هذا …تري هل سيكون مصيرها مختلف عن مصير والدتها …هل ستنال السعادة …ام ان تلك السعادة مؤقتة وسوف يخذلها سامر مجددا ويحط*م قلبها مجددا …ربما برودها معه هو ما جعله يتوقف عن اذ*يتها …للأسف سامر لا ينفع معه الاهتمام المبالغ به…بعض البرود سوف يعيده الي رشده …
فكرت وهي تبتسم بخفوت وهي تتذكر كيف عاشت في النعيم في اليومين السابقين !!
ولج سامر الي المطبخ وهو يتأملها وهي تعد لهم الافطار …كان شعرها القصير ما زال رطبا …ترتدي منامتها الزهرية وهي غارقة في العمل…لقد تقربا كثيرا تلك الايام …اصبح يعاملها كأنه يحبها ولكنه يعرف انها لا زالت خارج قلبه …لم تمسه حتي …للأسف هو ما زال يفكر بمرام …ويقارن دوما بين كارما ومرام …ومرام هي الفائزة دوما …لقد عاهد نفسه الا يظلم.كارما مجددا ولكنه لا يستطيع التوقف عن التفكير بمرام …كأنها لع*نته للأبد …واللع*نة كانت انها تكون في عقله حتي آخر العمر …قلبه لا ينبض مع كارما بنفس الطريقة التي ينبض بها عندما كان مع مرام …ما زالت كارما بديل باهت لمرام …ولكنه لن يخبرها بهذا …لن يج*رحها مجددا…بل سيتقبل نصيبه بهدوء ويحاول اسعاد كارما …هي تستحق هذا …هي تفعل المستحيل لتسعده وهو يجب أن يفعل هذا …اقترب هو من كارما بهدوء ثم ضمها من الخلف وقال:
-تعرفي انك جميلة اووي النهاردة …
ضحكت هي وعينيها تبرق بسعادة وتقول:
-انا جميلة طول ما انت بتحبني …
استدارت نحوه وبرقت عينيها بأمل وقالت بلهفة:
-بتحبني يا سامر …بتحبني….
كان ينظر إليها بشفقة …كانت تتوسل الحب منه فلم يستطيع إلا أن يقول:
-طبعا بحبك يا كارما …بحبك اووي
………

وقفت ليلي في المطبخ وبهتت وهي تري مهرا تصنع القهوة في المطبخ بينما تتكلم بصوت عالي وتردد خطواتها :
-هنجيب الأول الابريق الصغير ..وبعدين هنحط فيه الميا الأول ..
حكت شعرها بحيرة وهي تقول:
-يا تري نحط الميا ولا السكر والبن الأول …هو ادم قال اعملها ازاي …اتصل بيه دلوقتي واسأله …بس هتكون سخا*فة مني ..شكلي هجيب تليفوني وافتح اليوتيوب واشوف الوصفة..
قالتها أخيرا وهي تحسم.امرها …ثم نظرت لتجد ليلي تنظر إليها بدهشة ..ابتسمت مهرا بح*رج وقالت:
-اصلي متعودتش أعمل قهوة بصراحة ..ولما ادم عملها ليا وشربتها حبيتها وحبيت اجربها تاني …بس أنا بهدلت الدنيا سوري…
ابتسمت ليلي وهي تنظر إليها وشعرت بأ*لم طفيف في قلبها…كانت تشعر بالذ*نب لانها عاملتها بطريقة سي*ئة واته*متها انها من تسببت لوالدتها بالم*رض ..
كيف نست ان مهرا هي من واستها عندها مر*ضت والدتها …كانت تخبرها بلطف انها ستكون بخير..هي من ضمتها وهدأت من روعها عندما كانت من*هارة وليلي بسبب انفعالها افرغت احبا*طها بها …هذا جعل ليلي تشعر ان ضميرها يجل*دها بقوة…صحيح ان مهرا طائشة ولكن بعد م*رض والدتها اصبحت تتصرف بمسئوولية ….تقف مع الجميع بلطف ولا تشتكي كالسابق …
نظرت مهرا الي ابتسامة ليلي وهي تشعر بالح*رج اكثر وقالت:
-اكيد دلوقتي بتتريقي اني معرفش أعمل أي حاجة وفاشلة …بس أنا هتعلم وابقي شاطرة زيك انتِ ومرام وطنط حسناء وادم كمان …بس أكيد عايزة شوية وقت مش كده ومش هتعبكم خالص ولا اقول علموني …أنا هتعلم من اليوتيوب فيه قنوات طبخ هايلة بتعمل كل الاصناف ..
ضحكت ليلي وقالت:
-يا ستي وعلي ايه اليوتيوب أنا هعلمك تعملي قهوة ازاي …بصي واتعلمي …
ثم اقتربت منها وهي تبدأ امامها بإعداد القهوة بينما مهرا تتعلم بشغف ….
….
اخيرا انتهت ليلي من صنع القهوة وقالت:
-تعالي نشربها في الصالة …
هزت مهرا رأسها وهي تأخذ كوب القهوة الخاصة به وتتجه للصالة …
جلسا علي المنضدة سويا وهم يتكلمان سويا بمواضيع متفرقة …كانت ليلي تنظر إلي مهرا وتبتسم لها بلطف وهي تراها تتكلم بعفوية شديدة ..عرفت ليلي أن مهرا ليست كما تبدو مدللة ووق*حة…بل هي لديها قلب صافي وروح شفافة للغاية …الفتاة حقا طيبة ولكن يبدو أن أسلوب تربيتها كان خاطئ تماما …
-انا اسفة !!
قالتها ليلي فجأة بخجل وهي تنظر بخجل …هي تخجل بسبب سخ*افتها مع مهرا …تخجل بسبب الاتها*مات الباطلة التي ر*متها في وجهها …ولكن ذلك اليوم كانت غاضبة حقا بسبب الذي حدث لوالدتها فألقت علي الفتاة المسكينة اللوم دون أن يكون لها أي ذنب في الموضوع …ليلي لن تسامح نفسها ابدا الا اذا مهرا سامحتها …مهرا حقا تستحق اعتذار عما بدر من ليلي ..هكذا فكرت ليلي وهي تنظر إلي مهرا …
نظرت مهرا الي ليلي بدهشة شديدة وقالت:
-مش فاهمة بتعتذري ليه ؟!
ابتلعت ليلي ريقها وقالت:
-بسببي سخافتي معاكي …أنا اته*متك انك السبب في حالة ماما و ..
أمسكت مهرا كفيها وقالت :
-مفيش اي مشكلة يا ليلي ..أنا مقدرة انك كنتي قلقانة علي طنط وكلامك شوية مضبوط …من اول ما دخلت حياتكم وهي اتشقلبت خالص …أنا حاسة اني زي ما بتقولوا كده اني نحس….
ضحكت ليلي بقوة وقالت:
-لا والله ده انتِ عسل يا مهرا …وادم باين عليه بيحبك اووي …
-بجد ادم بيحبني ..بجد. ..
ضحكت ليلي وقالت:
-ايوة يا بت اومال ليه هو اتجوزك يا هبلة …
-اه صح …
قالتها مهرا بخ*يبة أمل لتقول ليلي:
-قومي هاتي.حضن شكلنا هنبقي أصحاب اووي ..
نهضت مهرا ثم عانقت ليلي بحب …
فُتح الباب فجأة ليدخل ادم …
………
وقف ادم فجأة وهو ينظر للمنظر الماثل أمامه …كان مصدوم حقا وهو يري ليلي تعانق مهرا ؟!!ماذا حدث؟!
-ايه اللي أنا بشوفه ده ؟!
قالها ادم بصدمة لتبتعد مهرا عن ليلي …
ربعت ليلي ذراعيها وقالت:
-ايه هو اللي بتشوفه يعني يا استاذ ادم …اتنين بيحضنوا بعض …
ضحك ادم وقال:
-انا مش مصدق مبادرتك دي يا ليلي حاسس انك تعبانة ولا حاجة …ايه اجيبلك الدكتور…
احمر وجه ليلي من الغضب وقالت:
-ابيه بطل تتريق عليا لو سمحت …
ضحك هو وقال:
-اصلا ايه اللي جاب القلعة جمب البحر بجد …بس عادي أنا مش مستغرب ده زمن العجايب…
ابتسمت مهرا لتقترب ليلي منه وتقول:
-انت ليه محسسني اني شر*يرة يا أبيه ..
-استغفر الله …شريرة وأنتِ …أنتِ يا لولا مفيش اطيب منك …لدرجة اني بخاف علي مراتي منك …لاحسن اصحي في يوم والاقيكي اكلتيها …
ضحكت مهرا لتصرخ ليلي وتقول:
-بقا كده يا أبيه ..بتتريق عليا عشان مراتك ..ماشي …متكلمنيش تاني …
ثم كادت أن تذهب الي غرفتها بغضب الا انه جذبها إليه وهو يقول:
-رايحة فين بس …أنا بهزر معاكي يا بسبوستي …
ثم قبلها علي وجنتها وقال:
-يالا دلوقتي روحي ذاكري عشان بالليل نتفرج سوا علي اي فيلم أنتِ عايزاه …ماشي …
كادت أن ترد عليه إلا أن جرس الباب رن …
-دي اكيد مرام جات من الشغل … دايما بتنسي مفتاحها …
ثم ادم لفتح الباب ليحمر وجهه من الغضب وهو يري جابر عزام أمامه …
-عايز ايه ..
ولج جابر عزام دون إذن وقال:
-عايز حفيدتي يا آدم …طلقها فورا …
غاص قلب مهرا بخو*ف ليقترب ادم منها ويقول:
-مستحيل تخرج من هنا .
-انا عايز حفيدتي…عايزها يا آدم خلاص طلقها وسيبها….
قالها جابر بهياج وهو يحاول جذب مهرا الا أن مهرا ابتعدت وهزت رأسها بالنفي …
نظر ادم الي مهرا لبضعة لحظات ثم نظر إلي جده وقال:
-انا مش هجبر مهرا لا تقعد هنا ولا تروح معاك يا جابر عزام …اللي عايزاه مهرا أنا هنفذهولها…لو عايزة تمشي من هنا أنا مستعد أطلقها…لكن لو اختارت تقعد… اعرف انها مراتي …تخصني واللي يخصني مستحيل يبعد عني …
ارتعش قلب مهرا وهي تنظر إليه…للمرة الأولي تشعر أنها تنتمي لرجل …هي تنتمي لآدم !!
-مهرا تعالي ..
صرخ بها جدها لتقول هي :
-لا يا جدي ..أنا هبقي مع ادم هنا …
ثم أمسكت كف ادم وهي تنظر إليه ..كانت عينيها العسليتين تفض*ح حبها له…
احمر وجه جابر من الغضب ثم اقترب منها وهو يشدها ولكن ادم بسهولة جذبها إليه ثم جعلها تقف خلفه وهو يقف بينها وبين جابر ويقول وعينيه الزرقاء تبرق بغضب مخيف:
-قولتلك يا جابر عزام ان مهرا لو قررت تبقي هنا يبقي هي تخصني …واللي يخصني مستحيل يبعد عني!!!
امسكت مهرا ذراع ادم …كانت تنظر إليه وهي تشعر بالدموع تتصاعد بعينيها ..هل هذا يعني انه يحبها كما هي تحبه…لم تكن تريد أن تأمل ولكن حماية ادم لها ذلك الشكل تشعرها ان في قلبه مشاعر لها ….تمنت هذا من كل قلبها …تمنت ان يحبها رجلا كآدم ..رجل صادقة شجاع ومتفاني في حبه …متي تغيرت مهرا ؟!هي حقا لا تعرف …ولكن جل ما تعرفه انها تنتمي لهذا المكان …رغم انها لم تعتاد بعد علي حياتها هنا الا انها تعرف من داخلها انها تنتمي لادم ..وستكون في المكان الذي يكون به ….
اكمل ادم حديثه وقال:
-اظن حفيدتك اختارت …لو سمحت متجيش هنا تاني !!!
………
في المساء …
امتدت يديه الي حجابها لينتزعه برفق …ثم بكفه شد الدبوس الذي يربط راسها في شكل كعكة لينفرد شعرها كالشلال …كان شعرها طويل …حالك للغاية ويحبس الانفاس …كتم أنس انفاسه وهو ينظر الي مرام وقال:
-سبحان الله …سبحان الله مشوفتش اجمل منك في الدنيا دي …ليه حق قلبي يحبك …
احمرت بقوة وهي تفرك كفيها بتوتر ليشدها هو إليه حتي التصقت به واكمل:
-انتِ ملاكي …
ارتعشت شفتيها وهي تبتسم …شعرت أنها قلبها يخفق بقوة داخل صدرها…يخفق بطريقة لم يخفق بها من قبل …عيني انس كانت تحاصرها بقوة …وابتسامة شفتيه كانت تجعلها تذوب من الخجل …
اقترب انس بشفتيه وهو يقبل وجنتها الحمراء بشغف لتذوب هي أكثر …ابتعد عنها وقال:
-انا بحبك …بحبك يا مرام …بحبك اكتر من حياتي …وانتِ يا مرام؟!
تلعثمت في الكلام وهي تقول:
-ا…أنا ..أنا ايه ؟!
ابتسم وهو يسأل بشغف:
-بتحبيني زي ما بحبك؟!
ابتسمت بخجل وهي تفرك كفيها …كانت عاجزة حقا عن الكلام …انها المرة الأولي التي تعجز عن الكلام بتلك الطريقة وكانت تعرف ان هذا تأثير اني عليها…فقلبها ينبض له كما لم ينبض من قبل ..
-ها يا مرام قوليها …قولي أنك بتحبيني !

قالها اني وهو يترجاها…كان ينظر إليها بشغف …يتوسلها بعينيه ان يعترف كي يرتاح …اما مرام كانت تذوب اكثر …وقلبها يزداد خفقانه …كانت صامتة كليا …تخجل ان تعترف بما في قلبها…
نظر إليها أنس بحزن مصطنع وقال:
-مرام انتِ بتحبيني؟!…قلبك بيدق ليا ؟!
ابتلعت ريقها وهي تهز رأسها بخجل …سحب كفها ووضعها علي قلبه النابض بقوة وقال::
-يبقي قوليها…قولي بحبك يا أنس …قوليها …
رفعت عينيها السوداء له لتتألق بقوة وهي تقول :
-بحبك يا أنس ..أنا ..
لم يدعها تكمل كلامها بل سحبها وهو يقبلها بلطف لتبادله هي قبلاته بحب شديد ..
….
استيقظت مهرا وهي تلهث بقوة …تشعر انها كانت تركض عشرات الكيلومترات …ما هذا الحلم. ..لا لا. لم يكن حلما….بل كان كابوسا مخي*ف …كيف تحلم بهذا كيف !!!كانت تسأل نفسها بر*عب …وكيف تفكر بهذا …نهضت من الفراش وهي تشعر بالاخ*تناق …وجهها محمر من الصدمة …لا تصدق انها حلمت به …لماذا حلمت به هو بالذات …لماذا …هل اعترافه هو السبب ؟!ولكن لم يكن الوحيد الذي اعترف له بحبه…اذن لماذا هو الوحيد الذي يطار*دها …هي حتي اصبحت مؤخرا تفكر به كثيرا …لا تستطيع اخراجه من عقلها وهذا خط*ير عليها …هي تنح*رف عن طريقها التي رسمته ..هي لم تضع تلك المشاعر في حسبانها …
-مشاعر …
قالتها بنبرة مرتعشة وهي تتوقف عن السير …أي مشاعر التي تتكلم عنها …بالطبع ليس هناك أي مشاعر في قلبها نحو انس ولا يمكن أن تحمل أي مشاعر نحوه …ما تفكر به هو الجنو*ن بعينه…رباه ماذا تفعل بتلك الكار*ثة …خرجت هي من الغرفة عندما شعرت ان ليلي قد تستيقظ…

خرجت مرام لصالة المنزل وجلست علي منضدة الطعام بينما انس يرفض مغادرة تفكيرها …لم تظن نفسها هشة لتلك الدرجة …لقد ظنت انها محصنة ضد أي انبهار …لقد اخبرت مريم بثقة انها لن تقع في حب انس ولكن لا تعرف كيف تكونت مشاعر له …لمعت عينيها بدموع الخوف واصبح قلبها يدق بقوة …لقد كانت مرتاحة …مرتاحة كثيرا وهي تحافظ علي قلبها داخل لوح ثلج …كانت تحمي نفسها من ان تنج*رح ولو تركت تلك المشاعر تنمو اكثر من هذا …هي من ستتد*مر بكل تأكيد …فكرت مرام بيأس !!
………..
في اليوم التالي …
في شركة انس …
ما زال ذلك الحلم الغريب يدور في عقلها…تشعر انها سوف تج-ن …كيف تحلم بهذا …وكيف تفكر اصلا في هذا …لقد نب*ذت الحب منذ زمن …لقد قت*لت قلبها واحاطته بالجليد …فكيف الجليد ذاب وعاد قلبها يخفق مرة اخري …كانت مرت*عبة من تلك المشاعر التي ها*جمتها فجأة …هي لا تريد هذا …لا تريد أن تحبه …لا تريد أن تحب احد …هي تفضل أن تعيش في الجليد علي أن تعشق وتتح*طم …فالحب يعني الحزن …التع*اسة وتح*طم القلب …وهي لا تريد خوض تلك التجربة خاصة مع أنس الذي اخبرها بوضوح انه لا يفكر في الزواج منها وان ارتباطهم مستحيل …هي لا تريد أن تعرف لماذا ارتباطهم مستحيل …لانها لا تريد أن تهتم …فوجودها هنا مؤقت ولكن بعد هذا الحلم تغير الكثير …لقد اصبح هناك مشاعر لأنس..لا تعلم نوع تلك المشاعر ولكن لا تريد أن تتطور …ولذلك قررت ان تبتعد عنه…هي لن تسمح لنفسها ان تفقد السيطرة وتحب …لا ليست بتلك السذاجة ولذلك قد اتخذت قرارها…هي سوف تستقيل من العمل …لهذا أول ما فعلته هي تقديم جواب استقالتها لاستاذ محسن كي يمضيها من انس…وهي تنتظر الأن ماذا سيكون رده …
…..
في مكتب أنس
-ايه ده يا محسن؟!
قالها انس وهو يكتم غضبه ليرتعش محسن ويقول؛
-دي ..دي استقالة يا فندم …انسة مرام حابة …
-ناديها فورا يا محسن …خليها تيجي مكتبي ..
قالها بعصبية ليهز محسن رأسه وهو يرتعش من الخوف ويخرج مسرعا…
نهض انس واخذ يدور حول نفسه …كيف تريد أن تستقيل بتلك الطريقة ..كيف تريد أن تبتعد عنه …قول هذا فقط جعل قلبه يؤل*مه …هو لا يمكنه أن يعيش بدونها …هذا جنون !!…لا لن يدعها تغادر …لن يدعها تبتعد عنه سوف يتمسك بها…سيفعل المستحيل كي تبقي في حياته بأي صفة المهم أن تبقي …المهم الا تبتعد …فكرة ابتعادها ت*ؤلم قلبه بقوة …
فكر أنس بيأس وهو يضع كفه علي قلبه الذي ينبض بقوة..ينبض لمرام فقط …مرام التي بعثرت كل حياته وليس دقات قلبه فقط !!!!
….
بعد قليل …
كانت مرام امامه …تنظر الي الأرض وهي ترتعش بينما هو يحاصرها بنظراته …تشعر بنظراته عليها وقلبها يخفق بقوة …شعرت أنها تريد أن تهرب من هنا …الا تقف امامه اكثر من هذا ..هو لا يدري ماذا يفعل بها عندما ينظر إليها بتلك الطريقة …تشعر ان الجليد الذي احتمت به لأعوام يذوب امام نظرة واحدة من عينيه…
-بص بعيد …بص بعيد عني ابوس ايديك …
قالتها مرام بخفوت وهي تغمض عينيها …تحاول ان تسيطر علي نفسها ولكن سيطرتها تخو*نها كليا …هي مجردة من جميع اسل*حتها الآن ولا تمتلك الا الهروب …ابتلعت ريقها وقالت بصوت خافت مرتعش:
-حضرتك ..طلبتني…
هز انس رأسه وهو يقترب منها وقال وهو يكتف ذراعيه :
-اقدر افهم يعني ليه حضرتك عايزة تقدمي استقالتك …مين زعلك هنا عشان تمشي …
-محدش زعلني يا فندم ..
-اومال ليه عايزة تمشي يا مرام …ليه عايزة تبعدي عني أنا …
قاطعته وهي تقول بنبرة مخنوقة:
-لو سمحت …لو سمحت كفاية …متعملش كده ..متقولش حاجة…اللي تقوله بيخلي الوضع يسوء اكتر …خليني امشي من هنا ابوس ايديك …لو سمحت أقبل استقالتي …
هز أنس رأسه وقال:
-مستحيل يا مرام …مستحيل اقبلها …انتِ مش هتبعدي عني انتِ هتفضلي معايا للأبد …
ثم دون ان تفهم اخرج هاتفه وهو يتصل بشخصا ما ..
-الو استاذ ادم…ممكن اشوف حضرتك …
نظرت مرام الي أنس بصدمة ليقول انس بعد ما سمع رد آدم :
-السبب اي؟!أنا عايز اتقدم لأخت حضرتك مرام !!
…………..
في شقة مروان التي يمتلكها….
كان يقف امامه ثلاث شباب …ينتظرون اوامره بينما هو ينظر الي صورة ليلي وابتسامة خبي*ثة تسيطر علي شفتيه …مرر اصابعه علي ملامحها وقال:.
-سوري يا أميرتي مضطر أعمل كده ..مش مروان السويسي اللي يتقاله لا يا ليلي…أنا هعرفك ازاي تكلميني بالطريقة دي …هندمك علي اليوم اللي اتولدتي فيه …
القي الصورة علي المنضدة وقال:
-هي دي صورتها …مش عايز أي غلط انت وهو ولا حد يقرب منها …اللي هيلمسها بس هق*تله …تخدروها وتجيبوها الشقة دي والباقي عليا تمام …
ثم اخرج من جيبة بضعة الالافات وقال :
-دي حاجة كده تحت الحساب ولما تجيبوها لحد عندي هديكم الباقي اتفقنا …
-تمام يا ريس
قالها الشباب في صوت واحد …ليبتسم هو بإنتصار ويقول:
-برافو عليكم ..يالا روحوا شوفوا هتعملوا ايه …وزي ما قولت مش عايز أي غلطة ولا ان البنت تتأ*ذي مفهوم …
-مفهوم يا ريس.
-تمام روحوا دلوقتي ..
ذهبوا من امامه ليرجع رأسه للخلف وهو يبتسم بإنتصار هو لن يهدأ حتي يمتلكها وتصبح له …تلك الفتاة تستفز رجولته …غرو*ره ..وهو يريد. ان يك*سر غرورها وغرور شقيقها …لن ينسي ابدا الذي فعله شقيقها به …لن ينسي ابدا …لقد ك*سر ادم عزام غروره وهو يجب أن يرد له الضر*بة…وان كان سيستخدم ثروة والده في تحط*يمه فلا بأس بهذا …
نهض مروان وهو يخرج سيجارته ويقف امام النافذة ويشربها بهدوء …لا يعرف ولكن ليلي اصبحت تمثل له اكثر من تحدي …هو اصبح مهووس بها …حتي انه بات يحلم بها….ما الذي تمتلكه تلك الفتاه ليصبح مهووسا بها لتلك الدرجة …ليس تحدي ادم فقط من يجعله يلاحقها ولكن كما قال من قبل لديها شئ مميز …قوة فريدة لم تكن الا عند والدته!!فكر بحزن في والدته ..فكر في قوتها المميزة وفكر انه اشتاق إليها كثيرا …تري هذا سيكون حاله لو كانت والدته علي قيد الحياة …هل ستكون حياته مختلفة تماما …هل ستغضب منه بسبب ما يفعله …بالطبع ستغضب فوالدته كانت نقية للغاية تكره ان تؤ*ذي احد
انسابت دموعه بقوة وقال:
-وحشتيني يا امي .
…….
خرجت أخيرا من المنزل …والدها افرج عنها بعد ان وعدته انها سوف تتواصل مع علي …هو يظنها الآن ذاهبة الي علي …ولكن بدل من الذهاب الي علي وجدت ساقيها تقودها الي مكان آخر …مكان وجود حبيبها الحقيقي …مالك قلبها…الرجل التي احبته وفشلت تماما في أن تحب غيره …ادم توأم روحها …كان قلبها يخفق بقوة وهي تفكر كيف سيستقبلها ادم …هل سيعانقها كما عانق زوجته في المشفي …ام هل سيغضب ويطر*دها…فكرت بآسي ولكنها عادت وهزت راسها وهي تفكر ان لا هذا ليس ادم …ادم لن يجر*حها بكلمة…هو حتي لم يه*ينها عندما اختارت ان تتركه …رغم انها تعلم انها حط*مته تماما عندما تخلت عنه ولكنه تصرف كأي رجل محترم وتركها تبتعد عنه …احتر*ق هو بن*يران الخي*انة واطلق سراحها …دون ان يلومها رغم انها رأت الانهي*ار بعينيه …هي تعرف أن ادم كان يعشقها وكم تتمني ان يكون ما يزال يعشقها…الا يكون نسيها …فلو نسيها هذا سوف يحط*مها بكل تأكيد ..ولكن لا تعرف لماذا هي متأكدة ان ادم لا يحب زوجته تلك …متأكدة ان قلب ادم ما زال ملكها في قبضة يديها …ابتسمت بسعادة وهي تنظر لكفها وقالت ودموعها تنساب برقة:
-قلبك في ايدي يا ادم والمرة دي مش هتخلي عنك ابدا …هفضل معاك وفي ضهرك وهعمل المستحيل عشان تسامحني يا ادم ..المتسحيل حرفيا لحد من جر*حك مني يخاف …
اسرعت في السير لكي تراه وقلبها يغني بسعادة …أخيرا سوف تراه …أخيرا سوف تري حب حياتها…ستتنعم برؤية تلك العينين التي سلبت لبها منذ أول لقاء …

من جهة اخري…كانت ليلي تمر بجوار الورشة التابعة لادم ووقفت فجأة …عينيها اتسعت بصدمة وهي تري المظهر الماثل امامها !!!ميار !!!ميار عادت !!وكان كيف ؟!!هي تزوجت وذهبت مع زوجها…ماذا حدث لتعود تلك المرأة مجددا وايضا تتجه لورشة شقيقها….لماذا تقترب من ادم مجددا …الا يكفي ما فعلته…لقد د*مرت ادم …تركته وتزوجت …لقد رأيت شقيقها من*هار بسببها …لقد ك*سرت قلبه وغادرت وهو من عا*ني حتي ينساها. وعندما استقر بحياته تعود مجددا …ماذا تريد منه تلك الح*رباء …لماذا تقترب منه وهو تزوج من غيرها وهي أيضا امراة متزوجة…ما هذا الانح*لال…اقتربت ليلي ببطء منها وسارت خلفها وهي تري ماذا ستفعل تلك المص*يبة بشقيقها مرة اخري …رباه لا بد أن شقيقها سوف ينه*ار لو رآها …ماذا تفعل …هل تمنعها ولكن لو فعلت هذا ستجمع امة لا اله الا الله عليها …لا هي لن تفعل هذا …هي عرفت الآن ماذا تفعل …وعرفت بمن تستعين لتلقين تلك الافعي درسا لا ينسي…مهرا من ستقوم بتلك المهمة عنها….هي من ستدافع عن حق زوجها بكل تأكيد …
ابتسمت ليلي وهي تستدير عائدة الي المنزل …

ولجت ميار الي الورشة وخفق قلبها بقوة …اخذت عينيها تدور في المكان ادعندما توقف قلبها فجأة عن النبض وهي تراه يعمل كعادته …يرتدي تيشرت اسود يليق به تماما شعره الرائع ينساب علي وجهه ويغني بصوته الرائع مع ام كلثوم عشقهما الأول …لقد اعتادا سويا علي الاستماع إليها …كان ادم يعشقها وميار عشقتها بسببه. ..رباه كم اشتاقت إليه …كانت عينيها تلتهم تفاصيله وقلبها يخفق بقوة …ادم امامها…حبيبها امامها…مالك قلبها وتوأم روحها…وضعت كفها علي شفتيها ودموعها تنساب بقوة…قلبها يؤل*مها من فرط السعادة …كم تريد أن تذهب وتضمه إليها بقوة …ارتفعت شهقاتها ليرفع هو رأسه وينظر إليها !!
اتسعت عينيه بصدمة وبهت وجهه وهو يقول بنبرة لا تخلو من الحنين:
-ميار!!
يتبع

تحميل تطبيق لافلي Lovely

رواية الشادر الفصل الثامن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
نبضات قلب الأسد الفتاة والشخابيط